الثلاثاء، 25 مارس 2008

الرحيل

الحب والغدر والظلم أحيانا نجدهم في مكان واحد , ولكن كيف يكون الحب والظلم ؟ هل الغدر هو النهاية الحتميه للحب ؟ من السبب دائما بما يحدث ؟ المحب أم من يغدر باسم الحب .... برأي الشخصي أن المحب من يقف علي أعتاب حبيبه وهو يعرف أنه يغدره ويقتله هو السبب دائما بما يحدث لأن الحب لا يعني التخلي عن الكرامة الانسانية وعندما يتخلي الفرد عن كرامته ومبادئه من أجل من يحب حتى لو كان لا يستحق فعليه أن يتحمل كل ما يحدث ...إ ستعنت بخاطرتي هذه بأسماء غربيه حتى لا يقال أن المقصود بها شخصا معينا ... هي قصة تحدث دائما ولكن قد تختلف النهايات ....





فى مساء ذلك اليوم قررت إيميلدا هجر بيتر ....
لم تكن تفكر ولو للحظه بالعودة إليه ....
بعد ما فعله بي .... لن ألتفت حتى ورائي ...
رحلت إيميلدا عن الحي كله .... ليبقي مكانها فارغا ...
بيت مهجور يشتاق إليها ولا تشتاق إليه ....
................

كان بيتر من أولئك من يحبون ويكرهون فى نفس اللحظه ....
ضعيف الشخصية إلا على من يحب ....
يحب حبيبه ليقهره ويريه أنه الأضعف بحبه ...
تعرفون فرانك شتاين من يمتص الدماء ليحيا .....
هكذا كان بيتر ...يمتص قوته من ضعف من يحبه ...

....................

أما إيميلدا الرقيقة .... نسمة الربيع في الخريف ...
محبه ..صادقه ... وفيه ....
تعرف أنها مسجونه ولا تفكر بالخروج ....
أليس الحب سجنا للمحبوب ؟....
فى دروب العشق ضاعت إيميلدا .....
لم تنكر حبها وهو ينكرها ....
أحبك ولكن أحب نفسي أكثر ....
يحبها ويحب كل نساء الحى ....
هو الدن جوان من لم تغلبه إمرأة ... فكيف قدرت إيميلدا ....
لن يهزمني عشق تلك البلهاء ....
عاشق لها أنا أعرف ... ولكن ... لن أعترف ....
ويحها كم أكرهها ...تطاردني في كل مكان ....
أحلامي استباحت ... لا أقدر أن أحيا بدونها ....
أنا تهزمني إمرأة .... يالسخرية القدر ....
هكذا كان بيتر يحدث نفسه دائما ...

......................

لم يدع بيتر فرصة تأتى سرا دون أن يتقرب منها ....
غاليتي ...تعرفين كم أحبك فلا تبتعدي ....
سيأتي اليوم الذي نعلن فيه حبنا ... لا تستعجلي ....
ليتغير الحديث أمام أهل الحي ....
تلك البلهاء ... تطاردني في كل مكان ...
كم مرة قلت لها أنني لا أحبها .. مازالت تلاحقني ...
إن لم ترحل وتترك الحى سأتركه أنا ....

..................

سيأتي يوم تعترف فيه بالهزيمة بيتر .....
تحبني ثم تجلدني ......
صبرت كثيرا ولن يضيرني المزيد......
صبرت وصبرت حتى غضب الصبر منى....
للصبر نهايه ولكن .....
ليس للصبر نهايه عند من كانت مثل إيميلدا .....
مثلما بيتر لا يعترف بالهزيمة كانت إيميلدا ....
أحبك بيتر أكثر من نفسي ولكن .....
لكن تلك كانت النهاية لصبرها.....

...............

فى ذلك البيت المقابل لبيت بيتر كانت الأرملة ....
تلك الأرملة مابيني وبينها لماذا تكرهني ....
لم أسئ لأحد ولا أؤذي أحد .....
ما هو السر فى هذا العداء ؟ ....
هكذا كانت إيميلدا تحدث نفسها باستغراب .....
لم تفكر ولو للحظه بأن بيتر قد يكون السبب ...
الغرور والحب والكبرياء أنسوها أنها تحب الدن جوان ....
الدن جوان من كان يحبها ويلاعب الأرملة ...
ثريه وشابه وقويه ماذا أريد بعد ؟ ....
كان بيتر يبرر غدره لنفسه .....

................

إيميلدا كانت الوحيدة القادرة علي تمييز ما يفعله بيتر ....
المحب لا يفهمه إلا حبيبه ....
جبان وغادر وهى الوحيدة من فضحته ......
نسيت إيميلدا أن للشر قوه .....
الجبان يستمد قوته من شره ليغدر وهو ما حدث .....
للسكوت ثمن كما للحديث ثمن ....
إيميلدا من ستدفع الثمن ......
القوة تخون أصحابها أحيانا ....
وتلك الوفيه خانتها قوتها وقررت الرحيل .....


.......................

إستفاق الحى علي رحيل إيميلدا والمنزل الفارغ ....
كيف رحلت ؟ من أين جاءت بالقوة لتهجرني ؟ ...
لم تحتملني إمرأة كما تحملتني ....
حبي لم يترك لعقلها مكان فكيف هذا ....
يعقل أنها أحبت غيرى وتركتني لأجله ....
ساعات وسنوات أمضاها بيتر يراقب المنزل المهجور ....
هجر الأرملة وهجرته نساء الحى ....
رحل الد نجوان برحيل إيميلدا.....
الكل يعرف الآن كم أحب بيتر إيميلدا...
لم يعد قادرا على الإنكار .....
أخيرا إنتصرت إيميلدا كان يردد بيتر ....

..................

رحيل إيميلدا فضح بيتر وحب بيتر قتل إيميلدا .......
كيف أنسى غدره ... إهانته ...ظلمه ...كيف أنسي ؟...
لم تبتعد كثيرا إيميلدا ويقيت من بعيد تراقب بيتر ....
تحدث نفسها بظلمه ....تتمني كرهه ...ليزداد حبه ...
لحظة كانت تراه كانت تنسي كل شئ ....
كم هي قاسيه تلك القلوب التي تذل أصحابها .....
تراه ولا يراها ولا تغادر إلا إن إطمأنت عليه .....
رحلت ولكن قلبها يرفض الرحيل .....
وويل لتلك الأجساد من ضعف القلوب التي تحملها ...

..................

كما تقسو على أصحابها القلوب أحيانا يقسوا القدر .....
قدر بيتر و إيميلدا .....
لم يكن إلا القدر من زرع الحب في قلبيهما وهنا هو من سينهي الحكاية ....
عندما إلتفت بيتر فجأه حيث تقف إيميلدا ليراها تراقبه ....
صعق بيتر لما يرى ولم يصدق ...لتختبئ إيميلدا ...
أين يختبئ المحب ممن يحب ....
كيف يكون الهروب من القدر ....
هيهات ...هيهات... هيهات...
شلت الأقدام ...جفت الحناجر ... برقت العيون بالفرح ...
تلك القلوب الخائنة ...خانت أصحابها ...

..................

أحبك إيميلدا .... لاترحلى ....
أحبك إيميلدا ..... أعلنها على الملأ .....
أحبك إيميلدا ......
أخيرا قلتها ...أخيرا إعترفت ....
بعد كل تلك السنين .....بعد كل ما فعلت .....
أنا أحبك أيضا ولكن .... أحبك وشرقت بالدموع ...
من يخون مره يخون مرات وهو ما حدث ....
قلب إيميلدا باعها لبيتر ليقرر الإستقالة ....
أكل جسدها البكاء والتعب وخانها قلبها الضعيف ....

...................


أحبك إيميلدا ....أحبك إرجعي ..... مازال ينادي بيتر ...
وهناك بعيدا حيث لاغدر ولا ضعف ......
هناك وقفت إيميلدا تراقب بيتر .....
يزرع الورود فوق ذلك القبر ليعيد زراعتها مناديا .....
إرجعي إيميلدا ....أنا أحبك .... أحبك إيميلدا .....
وما زال ينادي .......

................

تخاريف الخريف

تخاريف الخريف
بشرى الخريف
Powered By Blogger