الجمعة، 15 يونيو 2012

نعمة حسين الحباشنة - عفوا سيدتي لكنها ثقافة الكراهية

نعمة حسين الحباشنة - عفوا سيدتي لكنها ثقافة الكراهية


( مرحبا , لماذا لايريد أحد سماعنا ؟ إلى متى سنبقى نموت كل لحظة ؟ هل هذه خطيئتنا أن يكون نصيبنا مع غير جنسيتنا ؟ هل ننتحر مع أولادنا لنرتاح ؟ أنقذينا !الله ينصرك عالظالمين ) ...

كانت تلك رسالة وصلتني عبر هاتفي المحمول من احدى السيدات الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين والعاملات ضمن حملة " أمي أردنية وجنسيتها حق لي " التي قمت بتأسيسها للمطالبة بحق المواطنة الأم الأردنية منح الجنسية لأبناءها حسب الدستور الذي ساوى بين المواطنين بالحقوق والواجبات , بعد مقال صحفي نشرته أحدى المواقع الالكترونية وكتبه مواطن يبحث عن الشهرة بين ثنايا الذم والقدح لمن يرى أنه مستضعف وغير قادر على الرد ...

لم يردعه وازع من دين أو ضمير ولم يكن يفكر وهو يكتب مقاله الا بأفكار عنصرية ذكورية يندى لها الجبين تعتبر تلك الفئة من النساء وعاء للجنس وماكينات للتفريخ حسب قوله ليختصر كل المشاعر الانسانية والنصيب مع القدر بشيطان الفكرة والجملة والكلمة ؛ في مقال يحرض على كراهيتها وكراهية أبناءها من وصفهم بالمخلوقات البشرية الغريبة متناسيا الوصايا الألهية بتكريم الانسان والنهي عن تشبيهه بالحيوان ....

ثقافة الكراهية لم يؤسس لها هذا الشخص وان كان من المؤمنين بها والعاملين على نشرها ؛ هي سلم سهل للشهرة من يتسلقه يكتسح المكان بالتصفيق والتهليل بين مريديها ؛ لعبة يعرفها الجميع فلم لايحاول الصعود ؟؟

(الأردن ليست مفرخة ) (لسنا بحاجة للمزيد من مزارع التفريخ ) هي عبارات متداولة يستخدمها كل عنصري يريد أن يصف الأردنية المتزوجة من غير أردني وابناءها ؛ ليتبرء من مسؤولية الظلم الواقع على تلك الفئة من النساء وليبرر لنفسه والأخرين الاستغلال الممنهج من قبل الجميع لهم ...

يتناسى أولئك أنها مواطنة ودافعة ضرائب مثلهم حرمتها القوانين من حقها في العيش بأمان وطمأنينة وكرامة مع أبناءها ؛ بينما هم يتمتعون بكافة حقوق دافع الضرائب مع أبناءهم وزوجاتهم , هم أيضا يتناسون أن المعونات الاقتصادية التي تمنحها بعض الدول الصديقة و الشقيقة للأردن ارسلت لمساندة الأردن وليستفيد منها كل الأردنين ذكورها واناثها ولم نسمع يوما عن دولة مانحة اشترطت أن يكون المستفيد الوحيد هو الرجل وأبناءه بعيدا عن نساء الأردن المتزوجات من غير جنسيتهم ..

يتشدقون بالحديث عن العطش ونقص المياه وكأن المرأة الأردنية المتزوجة من غير أردني وأبناءها هم السبب بالقحط ؛ ونسوا أن الغيث يسوقه الله حيث يشاء لكل من سكن الأرض ولم يتنزل تشريع سماوي يمنعه عن نساءها بسبب جنسية الزوج بل جاءت كل الشرائع لتنادي بصلة الرحم وعدم الظلم وإلا جاء العطش ؛ فأين نحن من هذا ؟؟ وكيف ننتظر الغيث ونحن نؤطر لثقافة الكراهية ونحرض عليها ضد فئة من المواطنات ؟؟

في يوم من الأيام كنا أول الركب وأصبحنا اليوم أخره ؛ تسبقنا الدول العربية التي منحت أبناء مواطناتها الجنسية لتساوي بينهم وبين المواطنين الرجال ؛ بينما المرأة المواطنة عندنا تبحث عن حقوقها الضائعة وسط مستنقعات الكراهية والعنصرية والأنانية ؛ ثالوث بغيض يرتدي أتباعه ثياب الوطنية مرة والخوف على الأردن مرات ليخفوا عنصريتهم وذكوريتهم وهم للأسف الشديد من يملكون صناعة القرار ؛ يستغلون مواقعهم وقدراتهم تلك لمحاربة المرأة ومنعها حقوقها ؛ لا وبل تحويلها الى عاصية في نظر المجتمع ليصب لعنته عليها ؛ يحفرون بكراهيتهم وعنصريتهم الذكورية وتحت مبررات ما أنزل الله بها من سلطان خندقا من الانعزالية والظلم والضياع ؛ لمجتمع مدني يحترم حقوق مواطنيه دون تمييز بينهم ؛ لتتقدم الدول ونحن ما زلنا نبحث عن المبررات لمحاصرة واذلال المواطنة المرأة لتنتصر ثقافة الكراهية ويموت الضمير .... 

نعمة حسين الحباشنة - أشعب الحكومة و -الحقوق المدنية -

نعمة حسين الحباشنة - أشعب الحكومة و -الحقوق المدنية -


كان أشعب بن جبير وهو من ظرفاء المدينة معروف بالطمع والكذب بسبب طمعه وقد قيل أنه مر في يوم من الأيام على صبية يلعبون , فقال لهم ان في بيت فلان وليمة ويوزعون الحلوى وعندما ذهب الصغار يتراكضون انتبه أشعب لما قال وصدق كذبته ولحق بهم لعله يحصل على بعض الحلوى مثلهم ) ؛ هكذا هي حكومتنا الرشيدة عندما تتكلم عن منح أبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنين حقوق مدنية ثم تنتبه لتصدق أنها منحتهم الحقوق فتخرج التصريحات لترضي نفسها والضمير العام وربما سياتي يوم تفكر فيه بسحب تلك الحقوق التي لم تحضر بعد .

عندما كنت في جنيف خلال شهر فبراير من هذا العام وأثناء الجلسة 51 للجنة اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" خرج علينا سفير الأردن في جنيف " رجب الصقيري " بتأكيد أن الأردن أعطى حقوقا مدنية لأبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب أثناء رده على سؤال موجه له من قبل اللجنة وتحدث عن حقوق مدنية منحتها الحكومة الأردنية لهم في مجال (العمل والتعليم والصحة ) وتحدث عن توجه حكومي لمنح الجنسية لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين في نفس الفترة الزمنية التي صرح فيها رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة عن مساندته الشخصية لحق المرأة منح الجنسية لأبناءها ولكن الوقت غير مناسب لهذا ولم يتحدث عن اي حقوق ممنوحة لهم .
لم تمض إلا بضعة أشهر على تصريح الصقيري حتى خرجت علينا قبل أيام وزيرة الدولة لشؤون المرأة بتصريحات مماثلة عن حقوق مدنية ممنوحة لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين ؛ رغم أنها اعترفت بوجود ثغرات يجب معالجتها الا انها أصرت على التأكيد بوجود حقوق ممنوحة فعليا على أرض الواقع .

حقوق مدنية تصر الحكومة الأردنية في كل محفل على أنها منحت لتلك الفئة بينما أصحاب المشكلة يعيشون واقع مغاير تماما لما يقال ولنرى حقيقة تلك الحقوق ...

حق التعليم / وربما المقصود به هنا هو قدرة الغير أردني على الالتحاق بالمدارس الحكومية وهذا الحق ممنوح لكل الغير أردنيين في حال وجود اقامة سارية المفعول وأبناء الأردنيات يعاملون معاملة الوافدين بدون أي استثناء والضوابط التي تمارس على الوافدين في الجامعات أو الكليات أو حتى المعاهد الخاصة فأين هي الحقوق المدنية الممنوحة لهم في التعليم كأبناء أردنيات ؟؟

حق العمل / يحق لابن الأردنية فقط ما يحق للعامل الوافد من استخراج تصاريح العمل وهو ممنوع من المهن المحظورة مثله مثل أي عامل وافد وممنوع حتى من الحصول على رخصة قياده تساعده في عمله مما يعني أنه يعامل معاملة العمالة الوافدة وهنا يحق لنا أن نتسائل أين هي الحقوق المدنية الممنوحة له ؟؟

حق العلاج / عندما يمرض ابن الأردنية اما أن يتعالج في المستشفيات الخاصة أو عليه أن يدفع ضعفي وأحيانا ثلاثة أضعاف ما يدفع الأردني لتلقي العلاج في المستشفيات الحكومية مثل أي وافد أخر فأين هي الحقوق المدنية الممنوحة هنا أيضا ؟؟؟

التفاصيل السابقة تجعلنا أمام سؤال يطرح نفسه على الحكومة الأردنية وهو (هل أبناء الأردنيات أقل درجة من الوافدين وحقوقكم المدنية الممنوحة لهم حسب تصريح بعض أعضاء الحكومة رفعتهم درجة ليتساووا معهم ؟؟ ) اذا كان الجواب نعم فهي مصيبة واذا كان الجواب لا سيأتي سؤال آخر ليطرح نفسه ( أين هي الحقوق المدنية المزعومة ومتى تم اصدارها ؟؟؟ ) أم أن أشعب الحكومة الأردنية أطلق الكذبة وصدقها ليسكت المطالبين ويختصر الطريق على نفسه ؟؟
حقنا كمواطنات ليست حقوق مدنية مبتورة كفقاعات صابون ملونة يخرجها أشعب الحكومة ليتراءى للجميع أنها قوس قزح يلون حياة الأمهات الأردنيات ولن نركض وراءه لأننا نعرف حقيقة الوهم الذي أطلقته الحكومات المتعاقبة ليقال انهم عملوا على ايجاد الحل ولم تعد هناك مشكلة فعلا أمام الرأي العام , حقنا كمواطنات هو الجنسية لأبناءنا ونرفض تصديق أشعب الحكومة لأننا نعيش الواقع ونعرف حقيقة ما تعانيه الأم الأردنية منذ لحظة ولادة فلذة كبدها وحتى لحظة موتها عندما تسلم الروح لله فلا تتذكر الشهادة وتتذكرأن تستجير بالله سبحانه وتعالى أن يحمي أبناءها فهي تعرف ما سيحل بهم بعد رحيلها وتعرف حقيقة أشعب الحكومة ... 

نعمة حسين الحباشنة - لمن تتدلى العناقيد ؟

نعمة حسين الحباشنة - لمن تتدلى العناقيد ؟


هناك بين مقالع الظلم والموت وقف العبيد مثل موج لا ينتهي ، بؤس يعلن الموت رحمة ورحمة تبحث عن البقاء بين عروش الفقر والرغبة ؛ بين أولئك كان يقف آمون "العبد الطيب الحر " .
في الجانب الأخر أمام جدران العتمة حيث منبر الأنانية والكراهية وتحت غربة الأبراج العالية وقفت "المتغطرسة" تراقب ما يحدث , هكذا كانوا ينادونها في الخفاء ، أما في العلن فلم يكن لها اسم الا "الربة" (ربة الأرباب وملكة القلوب ) كان يناديها كل من سجد لها طوعا أو قهرا ..
- من ربكم ؟؟ سألت المتغرطسة ليردد العسكر والعبيد بصوت واحد تجاوز سقف السماء الممنوع وهم ساجدين ( المجد لك ياربة الأرباب أيتها الخالدة ) وأمون يراقب بصمت ...

ــ : أنت ايها العبد الأبله هناك !! من ربك ؟؟؟ سألت المتغطرسة مشيرة اليه
.
ـــ : بكل الأحوال ليس أنتِ !! ربي هومن أريد أن يكون ربي وليس من تفرضينه علينا حتى لو كان أنتِ . ربي هو من منحني ومنحك الحياة ؛ ربي لم يسرقني ويستعبدني لأكون عبدا عنده مدى الحياة .
كان الرد الذي زلزل كيانها وجعلها تهتز مثل نمرة تضرب بالسياط لتصرخ بصوت مجلجل مخنوق الصدى ؛ من ربكم ؟؟ ( عاشت ربة الأرباب واللعنة على من يقول لا ) قالها كبير العسكر ومن بعده كل العبيد ..

ــ : ترى تلك الكرمة الهرمة اليابسة ؟؟ ستدفن بجانبها ولن تخرج من هناك قبل أن تثمر ؛ اطلب من ربك الأبق مثلك أن يحييها لتحيا أنت !! قالتها وهي تضحك ضحكة مجنونة مليئة بالسخرية مشيرة لهم بيديها أن خذوه .

ـــ ادفنوه واتركوا رأسه فقط خارج الحفرة واياكم أن يموت لأن موته يعني نهايتكم ونهايتي ! قال كبير الحرس وهو يشرف على دفنه ..

ظل أمون داخل الحفرة يحيا بالأمل ؛ وهو مازال يردد ربي من أختاره أنا وليس من تفرضينه علينا أنتِ أيتها السارقة , رغم قسوة البرد والجوع والعطش وسخرية الظلم المتمثل ببقية العبيد المتربصين به ليقتلوه نفاقا وتقربا من المتغرطسة ..

أما المتغطرسة فكانت تأتي كل يوم تحمل سيفها بيدها لتسأله : أين هو ربك لينقذك ؟؟ لقد نفذ صبري واقترب الوقت ليتدحرج رأسك العفن بعيدا عن هذا الجسد !!
كانت بداية الربيع عنما نفذت المتغطرسة تهديدها وتدحرج رأس أمون بعيدا نحو كومة خشب منسية وسط تهليل العسكر والعبيد لدقائق معدودة أوقفها صراخ جندي جاء من وراء الكومة , يحمل راس أمون بيد وفي الأخرى عنقود عنب يلوح به لهم وسط الذهول ويقول : لقد عادت الحياة للكرمة المحروقة ؛ أنظروا لمن تتدلى العناقيد !! صبر أمون وثقته بربه أعادت الحياة للكرمة ؛ عاشت روح أمون وماتت أرواحنا ؛ عاش رب أمون ولتسقط كل الأرباب والأسياد لتردد من وراءه كل العبيد والعسكر : عاش أمون ومتنا نحن ! عاش رب أمون ؛ تسقط المتغطرسة و المجد لمن تتدلى لهم العناقيد .... 

تخاريف الخريف

تخاريف الخريف
بشرى الخريف
Powered By Blogger