الثلاثاء، 7 أبريل 2009

خطوط متوازية


هرطقة الخطوط المتوازية
من بين أعاصير بحر القهر خرج ، كان مثل أمواج تتهافت على شاطئ الأمل ، يحمل في إحدى يديه وردة حمراء وبيده الأخرى قلم ، يكتب به ما يختلج في صدره وعقله من أفكار ، اختزنها منذ طفولته المتعبة التي أمضاها بين قواميس القومية ومفردات الوحدة ، أقفل عليها بقفل من زبر الحديد في ثنايا عقله الملون بكل ألوان قوس قزح رافضا أن يتخلي عنها كرضيع أمسك بثدي أمه التي فارقت الحياة لتوها وهي ترضعه يستنزف ما بقي فيهما من حليب ، ، مثل شريط كانت تتمارى في مخيلته تلك الصور النضالية والهتافات والأهازيج وأهمها كانت صورة معلم مادة الجغرافيا من كان في كل مرة يشير إلي الخارطة المقسمة ثم يسأل نفس السؤال الممل ؛ ليجيب هو بثقة ملؤها الأمل بالتفوق والنهوض تحيى الوحدة ...

أما هي فلم تكن إلا نسخة طبق الأصل عنه ؛ لكنها تتقن لعبة السياسة جيدا ، تعلمتها من دنيا القهر والقرف وحياة المعتقلات ، التي تركت بصمتها على أبيها ، من كان يجيب في كل مرة على سؤالها بسؤال : الأغبياء فقط من يصدقون الكبار ، هم جيوبهم ممتلئة بالنقود ، ثمن دمائنا التي باعوها ، هم يقضون أغلب أوقاتهم في مواخير من يقولون أنهم أعدائنا ، والأغبياء مثلي ومثلك يصدقون ليقتلوهم بلا قتل ، تلاحقهم وصمة عار سجنهم ، وتبقى تلك التشوهات التي وشمها على أجسادهم عبيد للمال والمنصب ، رهينة برضا ورفض من يراها ، إن الأغبياء فقط من يتراكضون وراء حلم ضاع منذ عشرات السنين ليعيدوه مجنزرا إلي أرض الواقع ، الأحلام لا تقيد بالقيود ؛ ولكن تستجلب برقة وخفة ، بمكر ودهاء ، بليونة وقسوة ، بعمل متواصل بلا كلل أو ملل لتحقيق الحلم ...

هو وهي سطران في كتاب المغيبين عن الوعي ، من رسم كيوبيد أسماءهم بحروف من شوق ولهفة بقلمه الأحمر؛ الذي تسال منه دماء عشاق توحدت فيما بينها لتكون نهرا جارفا يغتال كل من وقع فيه ، خطان متوازيان هما ، هو بيده وردة زرعها في قلبه منذ بدء الخليقة سقاها من روحه النقية الطاهرة في كل لحظة حبا ورغبة ليهديها لها وهي بيدها قلبها الأبيض المغسول بماء الثلج والبرد والذي التفت شرايينه لتكتب اسمه مسرى لنبضها ... خطان متوازيان لعاشقين لا يفترقان ، فهل يلتقيان ؟؟؟

نعمة الحباشنة / من عطر الخزامى / 5/4 / 2009 / م

ليست هناك تعليقات:

تخاريف الخريف

تخاريف الخريف
بشرى الخريف
Powered By Blogger